تعريف المعرفة :
المعرفة هي مجموعة من المعاني و المعتقدات و الأحكام و المفاهيم و التصورات الفكرية، التي تتكون لدى الانسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لمعرفة الظواهر او الأشياء التي تحيط و تتصل به، و هي ليست كالعلم بل هي اوسع و أشمل منه فهي تتضمن معارف علمية و أخرى غير علمية.
أنواع المعرفة
*المعرفة الحسية : المعرفة لا تتعدى حدود الادراك الحسي العادي دون محاولة فهم الظواهر، سواءا بربطها بغيرها او التعمق في بحث اسبابها ونتائجها، و يحذث ذلك بحكم العادة او الادراك الحسي، و تعتمد هذه المعارف على ما يتمتع به الفرد من فطنة او بذاهة و هي اقرب الى انطباعية او موضوعية و تتميز بالنسبية و الذاتية .
*المعرفة الفلسية : تتسم هذه المعرفة في التأمل في الأسباب البعيدة، التي تتعدي ما يقع تحت النظر أو تسمعه اذن او تلمسه أيدي لترقى بذلك الى ما بعد الطبيعة، نتيجة في الوجود كله و مبادئه الأولى، و يتعذر في المعرفة الفلسفية استخدام التجربة و هي ترتبط بالمنهج العقلي و الذي يتمثل في المنطق و قياس المنطق، و تتميز المعرفة العلمية بالآتي :
- لا تتخذ الواقع موضوعا لها، بل تتعداه الى ما وراء الطبيعة.
- انها لا تستهدف الكشف عن القوانين التي تحكم سير الظواهر، و انما تحاول البحث عن العلل و المبادىء الأولى لهذه الظواهر.
- تعبر المعرفة الفلسفية عن مواقف خاصة، او وجهات نظر شخصية غير قابلة للاختبار و عليه تعددت و تنوعت المذاهب و المفاهيم الفلسفية، و بالتالي ينتفي عنها صفة العمومية.
- تقوم المعرفة الفلسفية على التأمل اذ ينتقل الفيلسوف الى ذاته، ثم يبحثه من خلال ذاته او رؤيته الذاتية، و بالتالي تنتفي هنا صفة الموضوعية عن المعرفة الفلسفية.
- تبتعد المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفية فبما يتعلق في بحث العلل، فالمعرفة الفلسفية تبحث عن العلل البعيدة، بينما تبحث المعرفة العلمية او العلم عن العلل القريبة, و تلتزم المعرفة الفلسفية دائما عن الكشف عن الخصائص الكيفية للحقائق، بينما يسعى العلم الى البحث عن الخصائص الكمية.
*المعرفة العلمية : وتمثل المرحلة المتأخرة من تاريخ الفكر الانساني، وهذا ما عبر عنه ( أوغست كونت) فيما يعرف بقانون الحالات الثلاث (المرحلة الميتافيزقية، المرحلة الماروتية، و المرحلة الوضعية )، ففي مرحلة المعرفة العلمية يستخدم الباحث قواعد المنهج العلمي للتعرف على الأشياء، و الكشف عن الظواهر و استخدام الأسلوب الاستقرائي الذي يعتمد على الملاحظة المنظمة للظواهر و فرض الفروض ، و اجراء التجارب و جمع البيانات و تحليلها و تفسيرها، و ذلك من اجل الكشف عن القوانين و النظريات التي تحكمها.
تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفية فيما يلي :
- ان المسائل العلمية مسائل محسوسة و ملموسة، و يمكن الرجوع فيها الى الواقع و حسمها بالتجربة، بخلاف مسائل الفلسفة التي تتصف بأنها مجردة لا يمكن اخضاعها للتجريب.
- تتميز المعرفة العلمية بأنها موضوعية،فالبحث العلمي يتناول الظواهر و الأشياء كما هي في الواقع، كما انه حينما يدرس الظاهرة يوجه عنايته الى موضوع البحث دون التأثر بمعتقداته او أفكاره التي كونها من قبل، بخلاف الفلسفة التي تخضع الأشياء لمعايير ذاتية.
- تهتم المعرفة العلمية بالعلل القريبة، على حين تهتم الفلسفة بالعلل البعيدة.
- لا يستطيع العلم أن يبدأ في بحثه الا اذا استعان بالحقائق و النتائج التي يتوصل اليها العلماء الذين سبقوه في ميدان بحثه، اما الفيلسوف فانه يستطيع ان يقيم دعائم مذهبه الفلسفي دون الاستعانة بالنتائج التي توصل اليها الفلاسفة السابقون.
- يختلف الأسلوب الاستقرائي عن الأسلوب القياسي في البحث، كون انه يبدأ بالجزئيات و يتوصل الى القوانين، اما القياس فانه يبدأ بالقوانين و يستمد منها الحقائق الجزئية.
0 Comments